الزَّبِـــيْدُ
في بعض مناقب الشيخ زيد عبد الحامد
نظّمها
الفقير ابن كسري الشافعي
حقوق الطبع غير
محفوظة للناشر
الطبعة الأولى
طبعة جديدة منقحة
مصححة
رياضنا 1435 هـ \
2013 م
بسم الله الرحمن الرحيم
هدية لشيخنا العارِف بالله زيد عبد
الحامد رحمه الله تعالى
المقدّمة
الْــحمدُ للهِ الّذِيْ قد أظْهرَا
|
|
لِلسِّرِّ
في الْــقلْبِ الْوَلِيْ وَنَـوَّرا
|
ثُـــمَّ صلاةُ اللهِ معْ سلامهِ
|
|
عـــلى النبيِّ الْمُصْطفى حبيْبهِ
|
وآلِه وصَحْـبِه وحِـــزْبِهِ
|
|
مِنْ كلِّ مَنْ قلَّدهمْ بِحــــالهِ
|
وبعدُ؛ فاعْلَمْ هــذه المقدِّمةْ
|
|
أرْجُـــوْزةٌ نظّمْـتُها لِتَكْرِمةْ
|
لِـشيخِنا هُوْ زيدُ عبْدِ الْحَامِدِ
|
|
اَلْماجِد الناصح ذو الْمحامِــدِ
|
بِــذكْرِ بعْضٍ هُوَ مِنْ مناقبِهْ
|
|
واللهَ نَـــسْئَلُ الْكثِيْرَ
النَفْعِ بِهْ
|
بعض أوصافه وخلُقِه
لَـشيخُنا زيْدُ بْنُ عبْدِ الْحَامدِ
|
|
فذُو العلومِ وَالفُؤادِ الـــماجِدِ
|
فجوْدُه بَحْرٌ بغيرِ الساحِــلِ
|
|
وَعــــندهُ كلُّ حلالٍ ينجلِيْ
|
كــلامُه قدْ كان فيْه حِكْمَةُ
|
|
لصدرِه منْ قلْبه لهْ صــــفوةُ
|
هـــوَ الّذِيْ كلامُه بِعِلْمِهِ
|
|
كذا سكوْ تُه بزَيْنِ حِلْمِــــهِ
|
كلّ مقالةٍ له مــــقْبولةِ[1]
|
|
إلاّ لِـــــمَنْ يُطبَعَ بِالذليلَةِ
|
كان طبيبَ كلِّ قلْبٍ غـافلِ
|
|
أمْرَضَه عصيانُ ربِّنا الْـــولِيْ
|
فــأرشدَهْ على طريقةِ الشِفا
|
|
بلطفِه مــــعْ رِفْقِه فقدْ وَفَى
|
زيّنه في حـالِه شــأنُ النّبِيْ
|
|
في قـوله وفعلِــــه والأدَبِ
|
فـــكلّها ينْـبَعُ مِنْ شريعَةِ
|
|
فـليس ما سَعى به بـــبِدْعَةِ
|
وصبرُه وعفْوُه يُسْتمْجَـــدُ
|
|
من الْــحَسدْ أساءه من يَحْسدُ
|
قـــد كان في أوقاته تعْلِمةُ
|
|
في الـكتْبِ كالإحياء فيه الْحكمةُ
|
وهـكذا الْحِكَمْ فللإمامِ جَلْ
|
|
اِبِنْ عــطاءِ اللهِ ذي العلمِ أجَلْ
|
صَــلاتُه كانتْ مع الجماعةِ
|
|
أوْرادُه الْــــمحقَّقُ المشروعةِ
|
بعض وصاياه
ما زالَ قد أوْصى لطالبِ الْعُلُوْ
|
|
مِ الْـحِرْصَ والْجدَّ لِكيْ
يُحَصِّلُوا
|
معْ ذِي الْفُؤادِ الطاهرِ الْمجوَّدِ
|
|
مِنْ كلِّ شرٍّ كالريا والْحسَــدِ
|
زيّنه بالــــذكْرِ للهِ العَلِيْ
|
|
بلفظةِ الْـــجلالةِ "اللهِ"
الْولِيْ
|
داومُه في كلّ أوقـــاتٍ له
|
|
صار هُوَ الطبْعَ الْمــجِيدَ شأنُهُ
|
ثم الْمُجالـــسةْ أمامَ الاتْقِيا
|
|
للفتـــحِ والأمْنِ بَدا مِن أشْقِيا
|
مِـن مُوجِباتِ نفْعِ علْمِ عالِمِ
|
|
قــال رياضةُ النفوْسِ الْمُلْـئِمِ
|
فيْ مَــنْ له هِمّةُ كلِّ الرجُلِ
|
|
للـــنصْرةِ الدِينَ وسَيْرَ العَدِلِ
|
وهـكذا يوصِي بتقْليلِ الطعَا
|
|
مِ مِنْ حلالٍ طيِّـبٍ، كنْ سَامِعَا
|
مـعْ كونِ طالِبِ العلوْم صابرا
|
|
فيما أتى مـــن ربِّهِ الْمُقتدِرا
|
وكان أوْصى أوّلا للـمبتدِيْ
|
|
في النحْو والصرْفِ بِجِدّ الْمهتَدِي
|
هـذا لأجْلِ أنّ عِلْمَ الشَّرْعِ
بَرْ
|
|
بغيْر أسٍّ منْهـما فكالْـــغَبرْ
|
يُوْصِي لنا بالْجِدِّ في
الْمُشاورَةْ
|
|
إعْـــلاءَ كِلْمةِ الصَمَدْ مقرَّرةْ
|
بعض آثاره
هُوَ الّذِيْ أسّس مَعْـهَدَ
الْبَناتْ
|
|
إصْـلاحيَةْ أسْرارِيَةْ قد حُسِّنَتْ
|
اللهُ بـارِكْ ذلكَ الْـمَعْهَدْ
أدِمْ
|
|
في النفْع والْخيْرِ فيَا ربِّ الْـقدِيمْ
|
في الْمَعْهدِ الرِياض أسَّسْ وَبنى
|
|
مع الْمشايِخِ الْمَدْرسةَ
"الأسْنى" قِنا
|
فـهْيَ التي قدْ قُرِّرَتْ في يومِنا
|
|
للــدرْس
والتدْريْسِ علْمَ دِيْنِنَا
|
فادْعُوْا له في عَظْمِ أجْـرِهِ مِنَ
|
|
اللهِ، بارِكْ في علومِنا لَــــنا
|
مِـنْ بعض آثارٍ له الْعظيْـمَةِ
|
|
تأسيسُــــه لِسالِك الطريقَةِ
|
فيْما عليْـهِ الأهْلُ لِلتَّسْليكِ
هُوْ
|
|
أبوْ الْحسنْ اَلشاذليْ نِسْبَتُـــهُ
|
كـم عالِمٍ وصالِحٍ قد أرشَدَهْ
|
|
لَـــها فنَالَ ما أهَمّ اجْـتَهَدَهْ
|
مِنْ قُرْبِه للهِ جلّ قــــدرهُ
|
|
بِحبِّه وحبِّ مَن أحبَّـــــهُ
|
مولده ومقيمه
مَـــــوْلِدُه بقريةٍ مبَرَّرةْ
|
|
رِيعينْ أكوعْ فارِيْ لَهِيْ مـشتهرَةْ
|
لكونِ فيها معْهــدٌ إسلاميُ[2]
|
|
(مـاهرْ رياضِ) الْمُحْكَمُ
الْمعالِيُ
|
أسّسَــــه وليّ ربِّيْ إسْمهُ
|
|
إمامْ نواويْ مُكْرَمٌ أفْعالــــهُ
|
أقـــامه الإلهُ في ذا القريَةِ
|
|
فــــدرّسَ الْعِلْمَ مِنَ الشريعةِ
|
فكمْ طلابِ الْعِلْمِ عنْه يأخُذُوا
|
|
مِنْ نفْعِ علْمِه فهُمْ ما نبـــذُوْا
|
زوجته
زوجـــتُه هِيْ مرْأةٌ مبرّرَةْ
|
|
أمّا اسْمُها فهِيْ وَقُل (مُــحيَّرةْ)
|
عمره ووفاته ومقبرته
وعمْرُه قَدْ بَلَغَ الـــتِّسْعِيْنِ[3]
|
|
وَكُـــــــلُّه لربِّه الرحمنِ
|
وفـــاتُه كانتْ بيوْمِ الأرْبعا
|
|
مِـنْ سابعٍ عِشْرِيْنَ شَعْبانَ اسْمَعَا
|
عامَ ثلاثينَ وَواحِـــدْ قَرَأهْ
|
|
من بعد ألْفٍ وثلاثٍ مِنْ مِائــةْ
|
وقبرُه بِقرْب قبْر جــــدِّهِ
|
|
إمـــامْ نواويْ كان جَلَّ قدْرِهِ
|
زمان طلبه وبعض مشايخه
طــوْلُ زمانِه لتحْصيْلِ الْعُلُوْ
|
|
مِ
في الثلاثِيْنَ بِجِدٍّ تَحْصُـــلُ
|
ودارَ حَوْلَ الصـالِحينَ الأتْقِيا
|
|
حــتّى ينالَ هُوْ علُوْمَ الأصْفيَا
|
فبعْضهم (هاشمُ أشْعرِيْ) سِمَا
|
|
مؤسّس النَهْضةَ لِلْعُلْــما اكْرِما
|
وبعْدهُ (عَــبْدُ الْكريْمِ) عالِيَا
|
|
والشيْخُ (مَحْرُوْسُ عَلِيْ) في
ليرْبيا
|
وهـــكذا الْعَلّامةُ[4]
مَرْزوْقِيُ
|
|
مِنْ (ليرْبيا) اَلْماجـدُ بَلْ
والعالِيُ
|
فكلّهُمْ قدْ كانَ في التــعليمِ
|
|
مــــشتهرا بالألفةِ الْمَعلومِ
|
والـشَيْخُ (زَمْرَجِيْ) يُقال
مِنْهُمُ
|
|
مؤسِّسُ الْمعْهدِ كينْجوْعِ اعْـلَمُوْا
|
في (لاسمِي) قد جـاء في ترْبيَةِ
|
|
اَلــشيْخِ (مصْدوْقِيْ) قوِيِّ
هِمّةِ
|
فـفي الطريقَةْ كانَ شيْخُه هُوَ
|
|
اَلشَّيْخَ (مُـسْتَقِيْمَ) عِلْما
قدْ حَوى
|
كذ ابنُه (عَبْدُ الْجَليْلِ)
النَّاصِحُ
|
|
هما منَ الْـــمَعْهدِ فِيْتَا يَصْلُحُ
|
شـــيوخُه كثيْرةٌ مشهورةُ
|
|
لكنّ ما قلْنا بِها مَـــــقْبُولةُ
|
تكفِيْ على دليــل جَلّ قدْرِهِ
|
|
ومُنْصِفٌ لِمنْ سليمِ قَــــلْبهِ
|
الدعاء له والتبرك به
فـــينبغي لنا إذَا أنْ نَدْعوَا
|
|
لِـذنْبِه لِلّـهْ عَلى أنْ يــعْفُوَا
|
وأنْ يُضاعِفْ رَبُّنا ثوابَـــهُ
|
|
في كــــلِّ خَيْرَاتٍ لهُ عَوَّدَهُ
|
أسْــكَنه الله الاحدْ في جنتِهْ
|
|
فيْها وأنْعَمَ الإلهْ بــــنظرتِهْ
|
ينفعُنا الله به عـــــلومِهِ
|
|
كـــــذا أمدَّنا بكلّ سِرِّهِ
|
في دِيْـــننا وهكذا دنْيا لنا
|
|
منْ كل هوْلِ الآخــرةْ يا ربَّنا
|
خاتمة
قـــدْ تَمّ ما أمَدَّ ربُّنا
الْوَلِيْ
|
|
منْظوْمةٌ في سَيْرِ شيْخِنا الْــعَلِيْ
|
في ثالِثٍ مِنْ صَــفَر الْمُبارَكِ
|
|
ليْلةَ جُـمْعَةٍ، فكنْ بالشرْعِ اسْلُكِ
|
في عَـامِ خَمْسٍ وثلاثِيْنَ، فِئَةْ[5]
|
|
وَالألْفِ بَــعْدَه ثلاثٌ مِنْ
مِائَةْ
|
نَظّمَـــها الفقيرُ والْمحتقِرُ
|
|
هُــوَ ابنُ كُسْرِي الناقصُ التدبُّرُ
|
فانْـظرْ أخِيْ فيها بعينِ الْحَسَنِ
|
|
وإنْ تَجِدْ عيْـبًا فأصْـلِحْ حسِّنِ
|
فالْحمْد لله الْعليِّ الأكْـــرَمِ
|
|
اَلْــــواسعِ الرَّحْمةِ والْمنتقمِ
|
يا ربّـنا اجْعَلْها لِكلِّ الراغِبِ
|
|
نافِعةً بِجاهِ أحْمَدَ الــــنبِيْ
|
صلّى عليْه الله ثُمّ سَلَّـــما
|
|
والآلِ والصحْبِ ومَنْ له انْـتَمى
|
***
بسم الله الرحمن
الرحيم
(محمد صلى الله
عليه وسلم)
كتبه الفقير ابن
كسري
من بحر البسيط
التام - يوم الأحد 12 صفر 1435
مُحمد اِسْمُه
قد جلّ مَن قال بِهْ
|
|
بــنيلِ أعْلى
المقامِ عند ربِّ الْعلِي
|
مُحمد وصفُه
أكثر أن يُحصَـرا
|
|
لكونه كاملا لا
نقصَ في الْـكمَلِ
|
مُحمد ذكره
دواءُ أســقامِنا
|
|
بـل هو رَوْح
الفؤادِ حينَ ما اُبتُلِي
|
مُحمد صاحبُ
الأصحابِ قد جاهَدوا
|
|
في دينِهم ثُمّ
سنّة الرسوْلِ الْـوَلِي
|
مُحمد طاهرٌ
جميعُ أحـــواله
|
|
من كلّ شرٍّ
ومِنْ سوءٍ مِنَ الـزّللِ
|
مُحمد قدرُه
أعلى منَ الرسُـلِ
|
|
بل هوَ أشْرفُ
خـلْقِ الله مِن أزَلِي
|
مُحمد نطقُه
حقّا بغير الْهَـوى
|
|
لانه وَحْيُ ربّ
ذي الْعُلى الْـجَلَلِ
|
مُحمد لم يزلْ
فؤادُه لم ينــمْ
|
|
لو نام عيْناه،
ما سـاواه في الأفضلِ
|
مُحمد بَعثه
لِكي يُـــتمّمَ في
|
|
أمّتِه الْخُلقَ
الكريمَ في الـــعملِ
|
مُحمد ضحكه ما
كان إلاّ على
|
|
تـــبسّمٍ فهْو
دأبُ سيِّد الرسُلِ
|
مُحمد كان
قــائما يصلّيْ إلى
|
|
أنْ ترِما
قدمَاه شُـــكْرَهُ الأوّلِ
|
مُحمد كان
شـــافعا لأمتِهِ
|
|
مِـنْ كلّ هَولٍ
يكوْنُ قَرَّ في الآجِلِ
|
Tidak ada komentar:
Posting Komentar